سؤال التضامن الدولي: ماذا بعد؟!

ماذا بعد؟!
سؤال نواجهه اليوم، من أصدقائنا في العالم، إثر العدوان على لبنان وغزة. يبرز التساؤل، بعد نفاذ رسائل الاحتجاج، والاستنكار، والإدانة، حين لا يكتفي الأصدقاء، بالبيانات والعرائض؛ ويطمحون إلى دور أكثر فعالية: ما الذي يمكن أن نقدمه لكم؟ كيف يمكن أن نمد جسور التواصل، ونشارك بصورة فاعلة، في تخفيف آلام نسائكم وأطفالكم؟

حين وجهت “نساء من أجل السلام عبر العالم”، نداءها من أجل وقف النزيف الدموي، والاحتكام إلى الشرعية الدولية، منددة بالاحتلال الإسرائيلي، وعدوانه الوحشي؛ تضامنت النساء من مختلف أنحاء العالم مع النداء، وذهبت إلى أبعد من ذلك، حين تساءلت عن سبل دعم أكثر فاعلية، للنساء والأطفال في فلسطين ولبنان:

“شكراً للرسالة المفتوحة من “نساء السلام عبر العالم”. أتساءل حول جدوى الرسالة في هذا الوقت، عندما تكون الأمور متأزمة جداً، وعندما لا تأبه القيادات السياسية بالسلام. أتساءل كيف يمكن أن نصل إلى النساء المتضررات، وإلى أطفالهن، ونعطيهن بعض الراحة والرعاية، ونظهر اهتمامنا الجدي”. سوليانا/ لولوما- نساء الباسفيك
“أكتب لكم كي أحييكم على مقاومتكم من أجل السلام. أعلم أن ما نراه في اللنشرات الإخبارية الأسترالية ما هو إلا جزء صغير مما يحدث في الواقع؛ لكني معجبة بقوتكم، آسفة لضعف المجتمع الدولي في تحقيق سلام دائم، لفشله في نبذ برامجه السياسية والاجتماعية جانباً. اليوم في كانبيرا تغني النساء حزناً وتضامناً مع نساء الشرق الأوسط. لست قادرة على الانضمام إليهم جسدياً؛ لكني أحمل في قلبي أغنية حزن وتضامن في كل يوم”. دي لوكاس/ أستراليا

“نحن نساء جزر سولمون فقراء؛ لكنا نستطيع تحقيق السلام. نحن نشارككم أوقاتكم الصعبة. بطريقة ما، نحن نساء العالم، نحتاج أن ننهض معاً. ولكن كيف نفعل ذلك؟ حبنا من جزر سولومون.” هيلدا كاري/ رئيسة المجلس الوطني لنساء جزر سولومون
” أشارك اليوم في مظاهرة، ضد مجازر إسرائيل في لبنان وفلسطين، من تنظيم مجموعات كثيرة في ستوكهولم. كنا ألف شخص. شعاراتنا: لا إسرائيل، أخرجي من فلسطين ولبنان. قاطعوا إسرائيل. أوقفوا المعاهدات التجارية مع إسرائيل الآن. اكسروا كل مساعداتكم العسكرية لإسرائيل الآن”. آزار ماهلوجيان/ كاتبة إيرانية- السويد

“أخواتي العزيزات، أريد أن تعرفن أنه على الرغم من بعد الأميال بيننا؛ نتلقى المعلومات عما يضيف إلى عذابات النساء والأطفال في منطقتكن. أنا قلقة من تغطية الصحافة لأخباركن؛ لذا لا تترددن في إشراكنا بالمعلومات مع منظمتنا (femlink PACIFIC). هي منظمة غير حكومية للإعلام النسوي. ونحن بدورنا يمكن أن نخبر قياداتنا السياسية باقتراحاتكن، بما يتعلق بالشق السياسي والاجتماعي والاقتصادي في بلادكن. شارون باجوان رولز/منسقة المبادرة الإعلامية للنساء.

إلى أصدقائنا في العالم،
وصلتنا رسائل حبكم، وصلواتكم، وتضامنكم القلبي؛ ولكنا نحتاج ما هو أبعد من ذلك: نحتاج فعاليات متعددة ومتنوعة وإبداعية، لاستنكار العدوان على الحياة. نحتاج ضغطاً شعبياً يوقف إطلاق النار، ويضع حداً للعدوان الإسرائيلي، ويحاكم مجرمي الحرب. طرحتم علينا سؤالاً حيوياً، حول أفضل الطرق للتعبير عن دعمكم للنساء والأطفال، ونحن لا نجد دعماً أفضل من وقف المذابح اليومية، ضد المدنيين، وعلى رأسهم النساء والأطفال. ونحن على ثقة من وجود أكثر من طريقة، للتعبير عن هذا الرأي. نحتاج أن نسمع العالم أصواتنا وروايتنا، وأن تساعدونا في ترجمتها إلى كل لغات العالم.

عبَّرت المحطة النسوية الإذاعية FIRE، عن تضامن عملي، مع النساء المتضررات من العدوان الإسرائيلي. دعت المحطة النسوية الإذاعية العالمية، إلى ماراثون حي، أذيع يوم 4 الجمعة أغسطس، بواسطة الإنترنت، للاستماع إلى أصوات النساء، ووجهات نظرهن، تحت عنوان: “أصوات المقاومة”. دعت المحطة المستمعين إلى الكتابة أو الاتصال خلال البرنامج، للتعبير عن تضامنهم مع النساء في الشرق الأوسط. أرسلت الإذاعة خمسة دولارات، إلى منظمة نساء لنساء، التي تعمل لتحقيق السلام والعدل، مقابل كل رسالة إليكترونية وصلتها، كما أرسلت عشرة دولارات لكل مكالمة تليفونية، واستمر البث 24 ساعة.

*****

إلى المدافعين عن العمل الثقافي في العالم: مسرح تحت القصف يبحث عن دعم. بينما يواصل جيش الدفاع الإسرائيلي، قصفه للمدن والقرى والمخيمات؛ تواصل بعض المؤسسات الثقافية في بيروت عملها؛ دعماً للأطفال المهجرين من قراهم ومدنهم. ومن بين هذه المؤسسات: مسرح المدينة، حيث ينظم شريف عبد النور، ومجموعة المتطوعين في المركز، نشاطين: ورشات عمل لمسرح وألعاب مسرحية للأطفال، من سن 4-13 سنة، ويتراوح عدد الأطفال من 26-36 طفلاً، يتدربون بواقع 3 ساعات في اليوم، ويعدون لمسرحية تحت اسم: “حقيبة”، يمثل فيها الأطفال والكبار، من عائلات مهجرة، ومحترفين، يمثلون معاً.

أما النشاط الآخر فهو ورشة عمل مع الكبار، من عائلات مهجرة ومتطوعين. وتهدف ورشات العمل المكثفة إلى إشراك الجمهور ومشاركتهم. وسوف تفتتح مسرحية “ضحك تحت القنابل” أولاً ثم مسرحية الأطفال. ويحدد مسرح المدينة، احتياجه للدعاية لأعماله، بالدرجة الأولى: “إذا كان لديكم علاقات في بلدكم مع صحافة محلية أو عالمية؛ نريد أن يعرف العالم أننا لن نستسلم، وأن المسرح له دور فاعل في الشفاء والبقاء في هذه الظروف. نريد دعاية لورش عملنا، وللمسرحيات نفسها. نريد مراجعة صحفية لأعمالنا، وباستطاعتي تزويدكم بصور ذات تقنية عالية، وباستطاعتي الإعداد لمقابلات حية، وكل ما يلزم”.
*****

إلى القراء الأعزاء، هل من اقتراحات عملية يمكن أن تساهموا بها، في الإجابة على سؤال التضامن؟