لنساهم معاً في وضع اليد على الجرح

تلقيت العديد من التعقيبات على مقالتي للأسبوع الماضي: “السواد يلفنا: من يتحمل المسؤولية؟”، أستضيف بعضها ضمن مساحة للحوار، مع الاختصار. هدفي هو أن نحاول معاً تلمس إجابات تنير طريقنا المظلم، وتفتح آفاقاً للحلول؛ إذا سلَّمنا بمسؤوليتنا جميعاً عن واقعنا المظلم، وبحاجتنا الماسَّة إلى حوار خلاق، تشترك فيه مكوِّنات المجتمع كافة.
في محاولة الإجابة على: من يتحمل المسؤولية؟ حمَّلت بعض الرسائل المسؤولية، للفقر، أو للصهيوني والمستعمِر، أو لغياب الإيمان، أو لثقافة التخلف، والفتاوي الجاهلة، أو لغياب استخدام العقل.
وأجابت رسائل أخرى على التساؤل، بإطار تحليلي، منها ما ركز على نظرية المؤامرة، ومنها ما رفضها، ووقف لدى الدور التخريبي للأنظمة الديكتاتورية، وضعف دور القيادات الجماهيرية، ومنها ما أكَّد أهمية وجود حكومات وطنية علمانية، تحارب الفساد، وتهتم بالتعليم والثقافة، والبحث العلمي، وتفصل الدين عن الدولة.

*****
“رأيت فيديو لتشومسكي، يلقي فيه اللوم على الامبريالية، التي خططت منذ زمن بعيد لتقسيمنا. كيف وقعنا في الفخ؟! أنا قلقة على أطفالنا! علينا أن نزرع فيهم الحب والتعاون وألاّ نسمح للعقول المجرمة أن تتغلغل في عقولهم”.
أمل الجرف/ أمريكا
*****
“أختلف معك، فمعظم الشباب المنضمين للإرهاب لا بد وأنهم يعانون من أنواع من الأمراض النفسية”. لين عبد الهادي/ عمان
*****
“درَّب الغرب بعض أبناء المنطقة للقيام بما يسمى “الربيع العربي”. بعض التدريب جرى من خلال برامج الديمقراطية التي نفذت في واشنطن وأماكن أخرى. ربما كان هناك مواطنون يريدون التغيير بصدق؛ لكن العملية جرت بطريقة أخرى.
الكولونيالية جعلت حياة الملايين سواداً. مع أنه من الصعب هزيمة الطغيان؛ ولكن سوف يأتي يوم يقول فيه أبناء المنطقة: كفى”. ليلى حجاب كابل/ أمريكا
*****
“السؤال الأكبر هو كيف نحقق ما يجب، وكم يأخذنا من وقت؟ خاصة أن حولنا متآمرين اثنين: الإمبريالية في الخارج وحكامنا في الداخل.
ليس صحيحا أن الانتفاضة التي سميت “ربيعا عربيا” كانت مؤامرة إمبريالية. بل لا أشك في أن الإمبريالية فوجئت بها، لكنها لم تتوان عن الاندساس فيها لتحولها إلى ما يخدم مصلحتها. أما الحكام، فلا يخدم مصلحتهم ما قلتِه من موجبات. لأن حكامنا مرتاحون جدا في تسلطهم علينا، يتصرفون بلا حسيب ولا رقيب، وهو ما لا يتمتع به حكام الدول الديمقراطية. ما تريدينه، سيأخذ زمنا طويلا ليتحقق، خاصة أن أحزابنا مهترئة”.
بسام أبو غزالة/ عمان
*****
“باعتقادي أن ما يحصل فى عالمنا هى خطط تم تدبيرها وتم التخطيط لها منذ مدة، بدأ هذا بفكرة الشرق الأوسط الجديد، والهدف تأمين حدود إسرائيل من كل ما يحيط بها من مخاطر”. عبلة الشرفا/ القاهرة
*****
“اختلط لدينا الحابل بالنابل..هل لدى أي منا الحل؟! أصبحت أشك! فوضعنا هو نتيجة تراكمات عقود من الزمن سِمتها القهر والعبودية، ناهيك عن التخلف الموروث، والذي يتزايد”.
مازن الصالح/ عمان
*****
“ثورات الشعوب حقيقية، ولكنها كانت هبات عشوائية. كانت الحركات الأصولية الأسرع في التقاط الحالة الجماهيرية. إن تشتت وانقسام الحالة الشعبية وعدم وجود قيادة تستطيع تطوير نضال الجماهير ساهم في إعادة إنتاج أنظمة دكتاتورية بوجوه جديدة”.
زينب الغنيمي/ غزة
*****
“دكتاتورية نظامنا السياسي الذي يفترض أنه قام لتحرير فلسطين، يقوم بالتنسيق الأمني، وهذا يشكل دفيئة مثالية لتوليد داعش الفلسطينية. ولكن المؤسف أن أحداً لا يريد أن يسمع. إن الموجِّه والمغذي للقتلة، هي القيادة الصهيونية، لتحقق هدفها الاستراتيجي ليس الطرد الجماعي فحسب، بل الإبادة الذاتية”.
عبد الجواد صالح/ رام الله
*****
“ما هو السبيل للحلول المطروحة؟ هل يكون بالوقوف الى جانب الحكومات العربية؟ أو يكون بكنس هذه الأنظمة الفاسدة، واستبدالها بحكومات وطنية، تركز كل جهودها على التعليم ومحو الأمية، والبحث العلمي وفصل الدين عن الدوله؟ لأنه في ظل هذه الأنظمة لن نحقق إلاّ مزيداً من الاقتتال والتخلف والدمار، ولن نلحق أبداً بركب الحضارة”. فايز عبد الفتاح/ بولندا
*****
“ألهانا العدو عن حربه وما يفعل في أرضنا، والذكي من يستطيع أن يوجِّه البوصلة من جديد إليه، ويجعل كل السلاح موجهاً إلى إسرائيل ومن حولها”.
رابية عبد الهادي/ عمان
*****
“لا بد من اعادة البناء على أسس سليمة، وتربية النشء الجديد على قيم الصدق والإخلاص وحب الآخرين واحترام الرأي الآخر، مع وجود قدوة صادقة، وهذا ياخذ وقتاً؛ ولكنه الطريق الأمثل، بدل أن نظل نتباكى على النتائج السلبية”.
زين الشريف/ نابلس
*****
“إن من يعمل ضد مصلحة الشعوب العربية هي الديكتاتوريات التابعة. نعرف أن التنظيمات الإرهابية لن نتخلص منها إلاّ بالتخلص ممن يرويها”.
هالة الخفش/ القاهرة
*****
“لا أحب نظرية المؤامرة؛ لأنها تحوِّل الإنسان إلى ضحية دون أن يكون له يد فيها. وإذا كان للدول الأخرى استراتيجيات وخطط؛ فلماذا لا يكون لنا استراتيجياتنا وخططنا الخاصة بنا؟!
نادية سختيان/ عمان
*****
“أبرز ما لفت انتباهي وما يحتاج إلى التركيز عليه هو قولك: الأحرى ان ننشغل باستبعاد الدين عن كل جدل عقيم. فعلاً يجب أن نغيِّر من مقاربتنا لهذا المأزق”.
هالة الأتاسي/ سوريا
*****
“الحل هو بفصل الدين عن الدولة (العلمانية)، هذه محصلة خوض معركة ضد دعاة إعادة الخلافة، وضد أفكار الخوارج وابن تيمية، والحل باستخدام العقل، ومواجهة الأفكار السلفية الخرافية. معركة قاسية لا بد من خوضها”. تيسير الزابري/ رام الله
*****
“علينا كسر القفل الذي وضعه الدين على عقول الكثيرين منا نتيجة فشل معظم المنظمات السياسية في حل مشاكل مجتمعنا، السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية. إن تعاون الاستعمار الغربي مع أنظمتنا الفاسدة كان له تأثير كبير، ولكن العامل الأكبر هو قصور زعاماتنا. فساد هذه القيادات أدى الى لجوء الكثيرين للبحث عن الراحة النفسية التي يمكنها الدين. لكن هذه راحة زائفة، أنتجت تيارات تخريبية يستغلها أعداؤنا بمهارة. الوقت قد حان لنستعمل عقولنا لحل مشاكل واقعنا. الواضح أن خزعبلات رجال الدين ليست هي الحل”.
رئيف حجاب/ أمريكا